في أن نحمل صليبنا

عظة في الأحد الثالث من الصوم الكبير


القديس إغناطيوس بريانشانينوف

تعريب بورفيريا هيكل

 

قال الربّ لتلاميذه: "مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي" (مر 8: 34) داعيًا إيّاهم ليتبعوه كما سمعنا في إنجيل اليوم.

نحن أيضًا تلاميذ ربّنا يسوع المسيح لأنّنا مسيحيّون. نحن أيضًا مدعوّون لنتبع الرب ولندخل هيكله ولنستمع لتعاليمه. إنّنا نقف بحضرة الربّ وأعينه موجّهة إلينا. أرواحنا مكشوفةٌ أمامه وأفكارنا السريّة ومشاعرنا المخفيّة ظاهرةٌ لديه. هو يعرف نوايانا كلّها ويرى الحقيقة والخطايا التي اقترفناها منذ حداثتنا. هو يرى كلّ حياتنا في الماضي والمستقبل، حتّى ما لم نفعله بعد مذكورٌ في كتابه (1). الرّب يعرف ساعة انتقالنا إلى الأبدية التي لا تُقاس، ويعطينا وصيّته المقدّسة من أجل خلاصنا: "مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي" (مر 8: 34).

فلنرفع أعين ذهننا نحو الرّبّ الحاضر ههنا معنا من خلال الإيمان الحيّ. فلنفتح قلوبنا مدحرجين عنها حجر القسوة الثقيل. فلنسمع تعاليم ربّنا ونتأمّلها ونقبلها ونستوعبها.

ما معنى أن ننكر أنفسنا؟ يعني أن نترك حياتنا الخاطئة. لقد طغت الخطيئة، التي من خلالها تمّت سقطتنا، على طبيعتنا وأصبحت وكأنّها أمرٌ طبيعي. وبالتالي، أصبح نكران الخطيئة نكرانًا للطبيعة، وهذا الأخير أصبح نكرانًا لأنفسنا. وأصبح الموت الأبديّ الذي عصف بأرواحنا كالحياة بالنسبة إلينا. هو يطلب غذاءً، ألا وهو الخطيئة ويطلب أن يتمّ إرضاءه بالخطيئة. وبواسطة هذا الطعام والرغبة، يحافظ الموت الأبديّ على سيطرته على الإنسان، لكنّ الإنسان الساقط يقبل ازدياد سيطرة الموت عليه كنموٍّ ونجاحٍ في الحياة. وبالتالي، ذلك المصاب بمرضٍ فتّاك، تتغلّب عليه متطلّبات هذا المرض وهو يبحث عن الغذاء الذي سيقوّيه. يسعى وراءه كالغذاء الأهم وكالملذات الأكثر إلحاحًا ومتعةً. لقد أصدر الرّب حكمه ضدّ الموت الأبديّ الذي يتخيّله الجنس البشريّ المريض نتيجة السقوط الرهيب بأنّه الحياة: "فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا" (مر 8: 35). مقدّمًا لنا أمام أعيننا العالم بأكمله بكلّ جماله وسحره، قال الرّب: "ماذا ينتفع الإنسان إذا ربح العالم بأسره وخسر نفسه؟" ماذا ينتفع الإنسان، ماذا يكتسب إذا توصّل ليس إلى اقتناء أمورٍ بسيطةٍ فحسب، لا بل العالم المرئيّ بأسره؟ العالم المرئيّ ليس سوى منزلٍ مؤقتٍ للإنسان. وما من شيءٍ واحدٍ على هذه الأرض، ما من غرضٍ ممتَلَكٍ واحدٍ يمكننا أن نسمّيه مِلكنا. كلّ شيءٍ سيسلبه منّا الموت القاسي والمحتّم، وغالبًا ما تسلبه منّا الظروف غير المتوقعة والتغيّرات حتّى قبل موتنا. حتّى أجسادنا ستُطرح جانبًا عند عتبة الأبدية المقدسة. كنزنا الوحيد هو روحنا فقط. فبحسب كلمة الله، "مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟" (مر ٨: ٣٧). لا شيء يعوّض خسارة الروح عندما يقتلها الموت الأبدي الذي يدعو نفسه الحياة مضلِّلًا.

ما معنى أن نحمل صليبنا؟ كان الصليب وسيلةً للإعدام المشين للشعب والأسرى المحرومين من حقوقهم. إنّ العالم المتباهي، عالمٌ على عداوةٍ مع المسيح، يسلب تلاميذ المسيح من الحقوق التي يتمتّع بها أولاد هذا العالم "لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ" (يو 15: 19)." سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً ِللهِ. وَسَيَفْعَلُونَ هذَا بِكُمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الآبَ وَلاَ عَرَفُونِي" (يو 16: 2-3). أن نحمل صليبنا يعني أن نتحمّل بشهامةٍ السخرية والاستهزاء الذين يُمطرهما العالم على أتباع المسيح، أي الأحزان والاضطهادات التي يستعملها العالم الأعمى المحبّ للخطيئة ضدّ أتباع المسيح. فقد قال الرسول بطرس: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَجْلِ ضَمِيرٍ نَحْوَ اللهِ، يَحْتَمِلُ أَحْزَانًا مُتَأَلِّمًا بِالظُّلْمِ. لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ" (1 بط 2: 19، 21). لقد دُعينا من قبل الرّب الذي قال لأحبّائه: " فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ" (يو 16: 33).

أن نحمل صليبنا يعني أن نتحمّل بشجاعةٍ العمل الشاق الخفيّ والمعاناة والعذاب لأجل الإنجيل، فيما نحارب أهواءنا مع الخطيئة الكامنة فينا ومع الأرواح الشريرة التي تحاربنا بشدّةٍ وتهاجمنا بقوّةٍ عندما نصمّم على نزع عبودية الخطيئة ونُخضع أنفسنا لعبادة المسيح. فقال الرسول بولس: "فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" (أف ٦: ١٢). إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ (٢كور ١٠: ٤-٥). وبعد انتصاره في هذه الحرب غير المنظورة إنّما الشاقة، قال الرسول: "لِيَمْتَحِنْ كُلُّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ لَهُ الْفَخْرُ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ فَقَطْ، لاَ مِنْ جِهَةِ غَيْرِهِ" (غلا ٦: ٤).

أن نحمل صليبنا يعني أن نُخضع أنفسنا بطاعةٍ وتواضعٍ لتلك الأحزان والآلام المؤقّتة التي تسمح بها العناية الإلهيّة لتطهيرنا من الخطيئة. ثمّ سيكون الصليب بمثابة سلّمٍ من الأرض إلى السماء. فاللّص في الإنجيل، الذي صعد السلّم، صعد من الجرائم المروّعة إلى المساكن السماوية الأكثر جمالًا. وفيما هو على الصليب، قال كلماتٍ مليئة بالتواضع والحكمة، إذ بهما دخل معرفة الله التي من خلالها اقتنى "أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْل، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا، وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ" ثُمَّ قَالَ: "اذْكُرْنِي يَارَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ" (لو ٢٣: ٤١-٤٢). عندما تغمرنا الأحزان، لنردّد أيضًا يا إخوتي وأخواتي الأحباء كلمات اللّص، كلمات تمكّننا من الحصول على الفردوس. أو مثل أيوب لنبارك الرّبّ الذي يعاقبنا والذي هو رغم ذلك رحيمٌ: أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟... فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا " (أي 2: 10. 1: 21). فليتحقق وعد الرّبّ الحقيقي فينا: "طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" (يع ١: ١٢).

أن نحمل صليبنا يعني أن نُخضع أنفسنا بإرادةٍ وشوقٍ للتقشّف وأعمال النسك التي من خلالها تُختبر كلّ حاجات الجسد غير المنطقية. وقد لجأ الرسول بولس إلى صلبٍ كهذا للجسد حيث قال: بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا (1 كور 9: 27). "فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ"، أي الذين لا يضبطون أجسادهم، بل يسمحون لها بتخطّي النفس، "لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ" (رو 8:8). وبالتالي، وعلى الرغم من أنّنا نحيا في الجسد، يجب ألّا نحيا من أجل الجسد! "فَإِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَحْنُ مَدْيُونُونَ لَيْسَ لِلْجَسَدِ لِنَعِيشَ حَسَبَ الْجَسَدِ" (رومية 8: 12) موتٌ أبدي، "لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ" (رو 8: 13). الجسد مضبوطٌ بشكلٍ أساسي من قبل النفس، لكنّ هذه الأخيرة لا يمكنها أن تسيطر على الجسد وتتحكّم به إلّا حين يكون مُهيأً ليُصلب. والجسد يُصلب عبر الصوم والصلوات والسجود والجهادات الجسدية الأخرى التي تُفرض عليه بحكمةٍ وضمن الحدود. فالجهاد الجسدي الحكيم والذي ضمن الحدود يحرّر الجسد من الثقل والبدانة، ويصقل قوّته، ويُبقيه خفيفًا وقادرًا على الحركة: "وَلكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ"، يقول الرّسول بولس (غلا ٥: ٢٤).

ما معنى أن نحمل صليبنا وتحديدًا أن نحمل صليبنا الخاص بنا؟ هذا يعني أنّه على كلّ مسيحيٍّ أن يتحمّل بصبرٍ إهانات العالم واضطهاداته له وليس لأحدٍ غيره. وهذا يعني أنّه على كلّ مسيحيٍّ أن يحارب بشجاعةٍ وباستمرارٍ تلك الشهوات وأفكار الخطيئة التي تنشأ بداخله. ويعني أيضًا أنّه على كلّ مسيحيٍّ أن يتحمّل، بطاعةٍ وإخلاصٍ لإرادة المسيح، وباعترافٍ بعدالة الرّب ورحمته، وبشكر الرّب، تلك الأحزان والحرمان الذي تسمح به العناية الإلهية وليس أمور أخرى مقدّمة إليه من قبل أحلامه التي يفتخر بها. وهذا يعني الشعور بالرضى تجاه الجهادات الجسدية الملائمة لقوتنا الجسدية والضرورية لجسدنا لكي يبقى منتظمًا ولئلا يسعى وراء الصوم القاسي والصلوات أو كلّ المفاخر النسكيّة التي تفوق طاقتنا والتي تدمّر صحّتنا الجسديّة وتوجّه نفوسنا نحو المفاخرة بالنفس الخدّاعة كما يصفها القدّيس يوحنّا السلّمي (2). كلّ إنسانٍ يجاهد ويعاني على هذه الأرض، لكنّ هذه المعاناة مختلفة. فالأهواء مختلفة إذ تحاربنا، والأحزان والتجارب مختلفة إذ يرسلها لنا الربّ لشفائنا ولتطهيرنا من خطايانا. كم من اختلافٍ في قوّة الإنسان الجسدية، لا بل في صحته! وهذا تحديدًا يعني أنّ كلّ إنسانٍ له صليبه. وعلى كلّ مسيحيّ أن يتقبّل صليبه بنكران نفسه وأن يتبع المسيح. فالذي ينكر نفسه ويحمل صليبه يحقّق سلامًا مع ذاته ومع ظروفه ومع حالته الداخليّة والخارجيّة، وهو فقط الذي يمكنه أن يتبع المسيح بطريقةٍ صحيحة وواقعيّة.

ما معنى أن نتبع المسيح؟ هذا يعني أن نتعلّم الإنجيل ونعتبره المرشد الوحيد لنشاط عقلنا وقلبنا وجسدنا. ويعني أن نجعل أفكارنا تتكيّف مع الإنجيل وأن نجعل مشاعر قلبنا تتآلف مع الإنجيل وأن نكون كعبارةٍ من الإنجيل بكلّ أعمالنا وتحرّكاتنا السرّية والعلنيّة. وكما قلنا سابقًا، وحده الإنسان الذي هرب من الضلال عبر التواضع الإراديّ (كول ٢: ١٨)، والذي رغب بالحصول على التواضع الحقيقيّ حيث أطاع، بطاعة الربّ والتسليم له، وحده قادرٌ على اتّباع المسيح. فالذي سلّم ذاته للمسيح وأطاعه وأنكر ذاته كلّيًا، قد حمل صليبه الخاص وقبل أن يكون هذا الصليب صليبه واعترف بهذا.

يا إخوتي وأخواتي الأحباء، فيما نحني أجسادنا ساجدين لصليب ربّنا الكريم اليوم بحسب ترتيب الكنيسة المقدسة، ننحني أيضًا بالروح! إنّنا نكرّم صليب المسيح الكريم الذي هو سلاح نصرنا وإعلان مجد المسيح معترفين كلٌّ مِن عن صليبه قائلين: "لقد لقيت المكافأة مقابل أعمالي! أذكرني يا رب متى أتيت في ملكوتك!" نحن نجعل من صليبنا الذي هو وسيلةٌ للإعدام وعلامة عارٍ، من خلال اعترافنا بآثامنا وشكرنا للربّ وتسليمنا لإرادته، أداةً للنصر وعلامةً للمجد تمامًا كصليب المسيح. نحن نفتح أبواب الفردوس لأنفسنا من خلال الصليب. فلنمنع عنّا كلّ ثرثرةٍ شيطانية، خاصّةً كلّ تجديفٍ قد يدمّر نفوسنا والذي غالبًا ما نسمعه من شفاه الخاطئ القاسي والأعمى الذي يتلوّى على صليبه جاهدًا للهرب من دون جدوى. فمع الثرثرة والتجديف يصبح الصليب ثقيلًا ولا يُحمل ويجرّ إلى الجحيم من عُلّق عليه. ويبكي الخاطئ قائلًا "ماذا فعلتُ؟" منكرًا خطاياه ومتّهمًا الرّب العادل والرحيم بالظلم وعدم الرحمة وملقيًا اللوم على العناية الإلهيّة ورافضًا إياها. والذي رأى ابن الله معلّقًا على الصليب، قال له بسخريةٍ ومكرٍ: "إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!"(لوقا 23: 39). لكنّ ربّنا يسوع المسيح سُرَّ بالجسد أن يعلوَ على الصليب  ويحتمل الموت (3) بهدف بلوغ السلام بين الإنسان والرب من خلال الصليب وخلاص الجنس البشري من الموت الأبدي من خلال الموت.

فبعد أن هيَّأَ الرسل لهذه الحادثة العظيمة، أي آلام الربّ الجسديّة والموت المخزي الهادف لخلاص الجنس البشريّ، أعلم الربّ رسله حينما حان الوقت أنّه سيُسلَّم إلى أيدي الخطأة وسيتألم كثيرًا وسيُقتل وسيقوم. فبدا هذا الإنذار المسبق غريبًا وغير مؤكّدًا بالنسبة إلى الرسل القديسين. ثمّ دعا الرّب تلاميذه وقال لهم: من أراد أن يتبعي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني آمين.

 

 (1) القديس سمعان اللاهوتي الجديد، المقالة 55

(2) السلّم إلى الله، المقالة 26

(3) طروباريّة القيامة باللحن الثالث

Source: http://orthochristian.com/34407.html



آخر المواضيع

في السلام بيننا
الفئة : زمن التريودي المقدّس

‏القدّيس غريغوريوس بالاماس 2024-03-28

عظة في أحد الأرثوذكسيّة​​
الفئة : زمن التريودي المقدّس

القديس لوقا الجرّاح، أسقف سيمفروبول 2024-03-24

جهاد الصوم الكبير (الجزء 2/2)
الفئة : زمن التريودي المقدّس

الشّيخ أفرام أريزونا 2024-03-12

النشرات الإخبارية

اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني

للإتصال بنا