السّم والصّليب: قصّة من سيرة القديس يوحنّا اللاهوتيّ

القديس بروخوروس، تلميذ الرّسول يوحنّا

تعريب جنيفر سعد

 

كان هناك مسيحيّ قد أصبح فقيرًا ولم يكن يملك شيئًا لِيُسَدِّد لِدائِنيه. بِأسًى شديدٍ، فكّر أن يقتل نفسه إذ طلب من ساحرٍ يهوديّ أن يُعطيه بعض السّم القاتل. استجاب عدوُّ المسيحيّين وصَديقُ الشّياطين هذا للطّلب وأعطاه جُرعَة قاتلة.

 

أخذ المسيحيّ الجرعة وعاد الى منزله ولكنّه استغرق في التّفكير فخاف، غير عالِمٍ بما يفعل. أخيرًا رسم علامة الصّليب فوق الكأس وشَرِبَها ولم يشعر بأيّ ضَرر فعلامة الصّليب أزالت كلّ شيء. لقد تعجّب كثيرًا لبقائه بصحّةٍ جيّدةٍ ولم يشعر بأيّ تأثيرات صِحّية.

 

ولكن، بما أنّه غير قادر من الهروب من دائنيه، ذهب الى اليهودي مرّة أخرى وطلب منه أن يُعطيه سمًّا أقوى. انذهل السّاحر أن الرّجل ما يزال على قيد الحياة، فأعطاه جرعة أقوى. أخذ السّم وذهب مُجَدَّدًا الى منزله. بعد تفكيرٍ طويلٍ حَوْل الجرعة، رَسَم علامة الصّليب على الكأس كما فعل سابِقًا وشرب منه؛ وكذلك الأمر لم يتألّم على الإطلاق.

 

ذهب مُجَدَّدًا إلى اليهودي وبدا له بصحّةٍ جيّدةٍ. سخِرَ من السّاحر مشيرًا الى عَجزِه في سِحْرِهِ. سأله اليهودي مُنذَهِلًا عَمّا فعله وكيف شرب الجرعة. أجابه قائلًا: «لا أفعل أي شيء سِوى أن أرسم إشارة الصّليب فوق الكأس». أدرك اليهودي أن إشارة الصليب المقدّس حالت دون موت الرّجل. ورغبةً في معرفة الحقيقة، أعطى بعض السّم لكلب وسقط الكلب مَيتًا على الفور.

 

ونظرًا لذلك، ذهب اليهوديّ مع المسيحي إلى الرّسول يوحنا ووَصَفا له ما حدث معهما. عَلَّم القديس يوحنا اليهودي أن يؤمن بالمسيح وعَمَّدَهُ. وأمرَ المسيحيَّ الفقيرَ بإحضار كميّة من القشّ فَحَوَّلها الى ذهب بعلامة الصّليب والصّلاة حتى يتمكّن من تَسديد دُيونه والحِفاظ على منزله بما تبقّى من ذهب.

     

https://www.johnsanidopoulos.com/2020/03/the-poison-and-cross-tale-from-life-of.html?m=1