لا تَتَأَمَّلوا بأَشياءَ باطلَةٍ
صُعُوباتُ الحَيَاةِ بَرَكَةٌ (7/8)

لا تَتَأَمَّلوا بأَشياءَ باطلَةٍ (7/8)
الرّاهبِ أغابيوس
نَقَلَتْهُ إلى العربيّة: جوزفين القصيفي
يقول النَّبيُّ داودُ: «لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ، وَلاَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدَهُ.» (مزمور 146: 3). لا تضعْ رجاءَكَ على شخصٍ ما ، أو على مظهَرِكَ الجميلِ، أو نُبْلِ عائلتِك، أو علىِصفةٍ أُخرى عابرةٍ وقابِلَةٍ للتَّلَفِ. العالمُ كلُّهُ فَانٍ، ومن يأملُ في أشياءَ مؤقَّتَةٍ فَهو يبني منزِلَهُ على الرِّمالِ. لا تفتخرْ بنفسِك كثيرًا، فَهذِهِ الأشياءُ قصيرةُ العمرِ، ولا تضعْ ثقتَكَ في الأصدقاءِ والأقاربِ لأنَّ كلَّ هذا باطِلٌ وزائِلٌ.
لا تَثِقْ بِقوَّتِكَ الجبَّارِة، لأنَّ العالمَ شهدَ على عَدَدٍ لا يُحصى من الرِّجالِ الَّذين صارُوا طَيَّ النّسيانِ معَ ذلكَ. لا تتفاخرْ بِنَسَبِكَ العائِلِيِّ، لأنَّنَا جميعَنا خُلِقْنا في مكانٍ واحدٍ هو الأرْضُ. لا تَكُنْ مغرورًا بمظهرِكَ الجذَّابِ حتَّى لا تصبحَ مثلَ جثّةٍ ميّتَةٍ تَتَبَاهَى بقبرِها الجميلِ. لأنَّ جَسَدَ الشَّخْصِ الخَاطِئِ لَيْسَ سِوى غِلافٍ أو قَبْرٍ لِنَفْسِهِ المَيِّتَةِ .
لا تفرحْ بصحَّتِكَ الجَسَدِيَّةِ وقوَّتِكَ. بدلًا من ذلك، يجبُ أن تخافَ خشيةَ أنْ تكونَ نفسُكَ البائسةُ محكومةً بأنْ تُطرَحَ في الجحيمِ. لأَنَّه لا خطرَ أكبرُ من أنْ يَسْكُنَ عَدُوُّكَ مَعَك في منزِلِكَ. كما يقولُ الرَّسولُ بولسُ، فإنَّ الصّحّةَ الجسديَّةَ تصبحُ سببًا للمرضِ الرُّوحِيِّ. «لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا.» (2 كورنثوس 4: 16). كما أنَّه من الحماقةِ أن يكونَ شخصٌ ما سعيدٌ بصحَّةِ وسلامةِ أرجُلِهِ فيما رأسُه مريضٌ ومَلِيْءٌ بالجُروحِ، كذلك، من السَّخافةِ أن يتباهى الإنسانُ بصحَّتِهِ الجَسَديَّةِ عندمَا تكونُ نفسُهُ مريضةً.
لا تفتخرْ بتعاليمِكَ وحكمتِكَ، فهي لا تساعدُك، إلاّ إذَا كانَتْ معرفتُكَ تساعدُكَ على تحسينِ سلوكِكَ وأسلوبِ حياتِكَ. اكتسابُك للمعرفَةِ، إذن، لا يزيدُ من محبَّتِكَ للهِ، فمعرفتُكَ، في الواقعِ، تصبحُ سببًا لِعَمًى أكبرَ بالنِّسبة إِليْكَ. عندَمَا غَطَّى الظَّلامُ أرضَ مصرَ كلَّها فيمَا كانَ النُّور يشعُّ على عبيدِ اللهِ: «لَمْ يُبْصِرْ أَحَدٌ أَخَاهُ، وَلاَ قَامَ أَحَدٌ مِنْ مَكَانِهِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. وَلكِنْ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ لَهُمْ نُورٌ فِي مَسَاكِنِهِمْ» (خروج 23: 10).
عندما تَفْرَغُ محبَّةُ اللهِ في رَجُلٍ ما، ولو كانَ أكثرَ الرِّجالِ حكمةً، سيبقَى في الظَّلامِ الّذي سيسيرُ مَعَهُ قُدُمًا. لأنَّهُ فَقَطْ بمحبّة اللهِ يستنيرُ الذِّهنُ. وفي غيابِ هذا النَّورِ، فَسَنكونُ كالمصريِّيْنَ نَمشي في الظَّلامِ ولَوِ امتلكْنَا حكمةَ سليمانَ.
لا تَثِقْ بِثروتِكَ أو بِشَيْءٍ مُؤَقَّتٍ، لأنَّ هذِهِ الأشياءَ تفسُدُ وتصبحُ بلا قيمةٍ. إنَّ القاضيَ الّذي يصدرُ حُكمًا مِن دونِ أن يستمِعَ إلى كِلا الطَّرَفَيْنِ يفتقرُ إلى الفِطرَةِ السَّليمةِ. إذا كنتَ تفضِّلُ أشياءَ هذا العالَمِ الحَاليِّ، فهذا لأنَّك لمْ تَرَ الأشياءَ السَّماويَّةَ والإلهيَّةَ بِأعيُن إيمانِنَا الكريمِ. الَّذين يُفضّلون أشياءَ هذا العالَمِ، يختارُون العالَمَ وطينَ الأرضِ وأوسَاخَها لأنَّهم لَمْ يَصْغُوا إلى شَهادَةِ الرُّوحِ، هذه الشَّهادةُ هي الجانِبُ الآخرُ للحياةِ . إذًا، يسعَون نحوَ الدَّنيويَّاتِ ويعطونَها قيمةً لأنَّهم لم يسبقْ لهم أنِ اختبرُوا الإلهِيَّاتِ. عندما يتذوَّقُ أحدٌ نعمةَ الرُّوحِ القُدُسِ، فإنَّه يزدري الجَسَدَ. وعندمَا يختبرُ شخصٌ ما نعمَةَ الله فإنَّه سيتجاهلُ كلَّ ملذّاتِ الجسدِ ويرذُلُها.
لذلك، لا تَدَعوا المَلَذَّاتِ الجسدِيَّةَ تتغلَّبُ عَلَيْكُم لأنَّكُمْ سَتُصبِحونَ شبيهين بالحيواناتِ العُجمِ. كما يقولُ النّبِيُّ داودُ «فَالإِنْسَانُ الْمُتَمَتِّعُ بِالْكَرَامَةِ مِنْ غَيْرِ فَهْمٍ، يُمَاثِلُ الْبَهَائِمَ البَائِدَةَ» ( مزمور20: 49). وبعبارةٍ أخرى، الإنسانُ الّذي خلقَهُ اللهُ مُكرَّمًا، لم يفهمْ قَصدَ خَلقِه، بل أصبحَ كالحيواناتِ الطَّائشةِ. لم يَرَ ما ينتظرُه (أي النِّهاية المَريرة للدّنيا الفانيَة) لمْ ينتبهْ إِلاَّ إلى الشّرَفِ والمُتعةِ الوقتيّةِ الّتِي أمَامَه، لم يأخذْ بعينِ الإعتبارِ الجَزاءَ الأخيرَ الّذي ينتظرُهُ.
ما يفعلُه الشَّخصُ الحكيمُ بشكلٍ صحيحٍ في البدايةِ، يؤجِّلُهُ الأحمقُ إلى النِّهايَةِ. ينظرُ الحكيمُ إلى العواقبِ قبلَ أن يرتكبَ خطيئةً. من النَاحيةِ الأخرَى، يقول الأحمقُ عادَةً «لمْ أَكُنْ أَتوقَّعُ أنْ أتعرَّض لِمثلِ هذا الأَذَى» تمامًا كما قالَ الرَّجلُ الغنيُّ الجَشِعُ عندما وَجَدَ نفْسَهُ في الجحيمِ» (لوقا 16: 23-24). لا تنظرْ إلى ما يقدّمُه لكَ العالَمُ الآنَ لأنَّ كلَّ متعةٍ يقدّمُها لا تلبَثُ أن تصيرَ عُرضَةً للزَّوالِ والموتِ. لا تنظرْ إلى الحاضرِ بل تصوَّرِ المستقبلَ. لا تحدّقْ في اليومِ، بل فكّرْ بِما سيحدُثُ في نهايةِ هذِهِ الحياةِ وتأمَّلْ في حقيقةِ الجحيمِ الأبديِّ. عندَها، سَوفَ ترفضُ-بِفَرَحٍ- ملذَّاتِ العالَمِ لأَنَّها زائِلَةٌ. الخطيئةُ الممتعةُ الَّتي تختبرُها هي قصيرةٌ الأجَلِ ومؤقّتَةٌ. لكنَّ العقابَ الّذي يليها لَهو مؤبَّدٌ حقًّا!
اعتاد العالمُ أن يقدّم غذاءً لذيذًا لأصدقائِه أوَّلاً، ويقدّمُ لهم بعدَها عشاءً سامًّا ومُميتًا. يقدّمُ النَّاسُ النَّبيذَ الجيِّدَ أَوَّلًا في الحفلةِ، تمامًا كَمَا قال صاحبُ العرسِ «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلًا، وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ!» (يوحنّا 2:10). تبدأُ حفلاتِ العالمِ بالضَّحكِ لكنَّها تنتَهي بالرِّثاءِ. ومن النَّاحيةِ الأخرى، مأدُبَةُ المسيحِ الرائعةُ واللَّذيذةُ هي عكسُ ذلك تمامًا: فهوَ يحفظُ النَّبيذَ الجيّدَ إلى مرحلةٍ لاحقةٍ. يعطي الأحزانَ في البدايةِ والعزاءَ في النِّهايةِ، تمامًا كما فَعَلَ معَ بنِي إسرائيلَ، فقد سمحَ لهم في البدايةِ بالمعاناةِ والتَّعَبِ والشَّقاءِ أثناءَ سفرِهِم في الصَّحراءِ، ولكنَّه مَنَحَهُم الكثيرَ من العَزَاءِ عندَما أعطاهُم الأرضَ الخصبةَ مِيراثًا، كَمَا وَعَدَ.
هكذا عاملَ اللهُ يعقوبَ عندَمَا كان يعيشُ في بيتِ لابانَ، وكذلكَ فعلَ اللهُ معَ يوسفَ عندما وجدَ نفسَهُ في مصرَ، والكثيرينَ من خدَّامِهِ الأمناءِ. بينَمَا العالمُ يفعلُ العكسَ تمامًا: إنَّه يَخفي الحُزنَ في البدايةِ حتّى يتمكَّنَ من الكَشْفِ عَنْهُ لاحقًا. عندما تشعرُ كأنَّكَ في قِمّةِ العالَمِ، وعندَمَا تصلُ إِلى قمَّة الشَّرف والمَجْد، يركُلُكَ العالَمُ بقوَّةٍ فتسقطُ على الأرضِ. إنَّه يتصرَّفُ مثلَ الجَلّادِ الّذي يُصعِدُ مجرِمًا على سُلَّمٍ تؤدِّي به إلى منصَّةِ الإعدامِ، كي يضعَ حبلًا حول عُنُقِ المحكومِ عَلَيْه ويدفَعَه عن الحَافّةِ وبالتَّالي يُنهي حياتَهُ.
ملذَّاتُ ورخاءُ العالَمِ الحَالِيِّ هي كالفَتيلِ الَّذي يلبَثُ مُضَاءً طالَمَا هنَاكَ شمعٌ أو زيتٌ للحِفاظِ عَلَيْهِ مشتَعِلاً. لكنَّ اللَّهَبَ ينطفئُ بعدَ ذَلِكَ بوَقتٍ قَصِيْرٍ، والشَّيْءُ الوحيدُ المُتَبَقِّي هو نَفْخَةٌ من الدُّخَانِ ورائحةٌ كريهةٌ. وكذلكَ الأمرُ، تبدُو الأشياءُ المُؤقَّتَةُ في هذِهِ الحياةِ جميلةً ولامِعَةً. ولكنَّها تنتهي بالأَحزانِ والعذابِ، وللأَسَفِ، سيذُوبُ الخَطَأَةُ الّذين لَمْ يتوبوا مثلَ الشَّمعِ والدُّخانِ. فبالنِّسبةِ إِلى النّبِيِّ داودَ «كَمَا يَتَلاشَى الدُّخَانُ تُلاشِيهِمْ، وَكَمَا يَذُوبُ الشَّمْعُ قُرْبَ النَّارِ يَهْلِكُ الأَشْرَارُ فِي حَضْرَةِ اللهِ. أَمَّا الأَبْرَارُ فَإِنَّهُمْ يَفْرَحُونَ وَيَبْتَهِجُونَ أَمَامَ اللهِ وَيَغْتَبِطُونَ سُرُوراً.» (مزمور68: 2-3).
انبُذِ العالَمَ الدُّنيويَّ من كلِّ قلبِكَ بمَا أنَّ نتيجَتَهُ النِّهائيَّةَ هي مدمِّرةٌ لنَفسِ الإِنسانِ. فَكِّر بَدَلاً مِنْهُ في غايتِكَ الحقيقيَّةِ الَّتي من أَجلِها خَلَقَكَ اللهُ. ارغَبْ في ذَلِكَ واسْعَ له باستمرارٍ، فكلُّ الأشياء بِطَبيعتها ترغَبُ في تحقيقِ هدفِها، وبِالفِطرةِ تؤدِّي مَسارَهَا حتَّى النِّهَايَةِ. تتشكَّلُ الأَنهارُ بسبَبِ وجودِ المُحيطاتِ، وتعودُ إليها في النِّهايَةِ. إلهُنَا وخالِقُنَا هو المحيطُ الَّذي تشكَّلَتْ مِنْهُ روحُنا، وهيَ ترغَبُ في العَودةِ إليْهِ مرَّةً أُخرى. إِذًا، لا تكتَفِي النَّفسُ البَشَرِيَّةُ بِما هُوَ دُنيويٌّ، لأنَّ اللهَ هو غايتُها النِّهائيَّةُ. ولهذا السّببِ فإنَّ القلبَ لا يرضى بِشَيْءٍ حتّى يعودَ إِلى خالقِه ومُخَلِّصِهِ.
كلُّ الأشياءِ الّتي خَلَقَهَا اللهُ، أَتَى بِهَا إلى الوجودِ بسببِ محبّتِهِ للإنسانِ، كي تساعدَ الإنسانَ وتخدمَهُ. ولكنْ، خلقَ اللهُ الإنسانَ لِنَفْسِهِ. صنع اللهُ الإنسانَ ليمجِّدَه، وليسبِّحَه، وليكرِّمَه. لم يُهَيِّئْكَ اللهُ للأرضِ بل للسَّماءِ. لم يأتِ بكَ إلى الوجودِ لترغبَ في الأشياءِ الفَاسدَةِ والفانيَةِ. إنَّ الحيوانَاتِ الدَّابَّةَ الّتي خَلَقَهَا اللهُ تثَبِّتُ نَظَرَها على الأرضِ. هذَا كلُّ ما تَتَطَلَّعُ إليه لأَنَّها عندما تموتُ تعودُ إِلى الأرضِ- هذا المكانُ الّذي ينتَهي فيه وجودُهم. وعلى العكسِ أيُّها الانسانُ، لقد خُلِقتَ للسَّماء! ولهذا السَّببِ أَنتَ تمشي منتصِبًا، حتّى تتمكَّنَ من النَّظرِ أمامَكَ وتتذكّرَ المَسارَ الّذي ستسلُكُه يومًا ما. لمْ يخلقْكَ الرَّبُّ لكي تملكَ على الأشياءِ الفاسدةِ والعابرةِ، ولكنْ لكي تعبرَ إلى أورشليمَ السَّماويَّةِ، إلى وطنِكَ الدَّائِمِ، إلى وُجهَتِكَ السَّعيدةِ والنِّهائيَّةِ، حيث ستبتهجُ بالله إلى الأبدِ.
سأَلَ النَّبيُّ داودُ «مَن يصعدُ إلى جبلِ الرَّبِّ؟ ومَن يقومُ في موضعِ قُدسِهِ؟» وهو نفسُهُ يُجيبُ «الطَّاهرُ اليَدَيْنِ، والنَّقِيُّ القلبِ، الّذي لَمْ يُسلِّمْ نفسَهُ إِلى البَاطِلِ، ولا حَلَفَ كذبًا» (مزمور23: 3-4). عَبَثًا يحصلُ المرءُ على شَيْءٍ ما عندَمَا لا يستخدمُه لتحقيقِ مُبتَغاه منه. مثلاً، إذا حَصَلْنا على قطعةٍ من الثِّيابِ، أو بعضِ الملابسِ الأخرى، ولم نستخدمْها في لِباسِنا، فقد حَصَلْنا عليها باطِلاً.
وبالمثل، عَبَثًا ننالُ الحياةَ والنّفسَ إذا لم نَعملْ لتحقيقِ الهدفِ الّذي خَلَقَنَا اللهُ من أَجلِهِ. أَعطَانَا اللهُ الذَّاكرةَ لكي نفتَكِرَ بِهِ، أعطَانَا العقلَ لكي نلهَجَ بِهِ، أعطَانا الرَّغبةَ لكي نحبَّهُ. وبالتّالي، نحن مُلزَمُونَ بأنْ نحبَّه ونخدمَهُ طَوالِ أيّامِ حياتِنا، لكيْ نحقّقَ المجدَ الَّذي خُلِقْنا من أجلِهِ ونتمتّعُ به.
كلُّ ذي نفسٍ لا يعيشُ بالفضيلةِ يشبِهُ الحيواناتِ. كلُّ ذي عَقلٍ منشغِلٍ ومستسلِمٍ لاكتسابِ الشُّهرةِ والثَّروةِ، وكلُّ من يرغبُ في الأشياءِ الفانيةِ فقدْ نالَ نفسَهُ عَبَثًا، لأنَّ الرَّبَّ لم يخلقِ النَّفسَ لهذِهِ الوظائِفِ. التألُّهُ هو هدفُك النِّهائِيُّ. فيا أيُّها الإنسانُ! لا يمكنُ للثَّروةِ أو للعلمِ أو لِأَيِّ شَيْءٍ مُشابِهٍ أن يُرضيَك أو يوفِّرَ لكَ اكتفاءً. ارفعْ عينَيْكَ أيُّها الرَّجُلُ المسكينُ! حَوِّلْ قلبَكَ عن الرَّغَباتِ المؤذيةِ للنَّفسِ وعنِ السَّعيِ وراءِ الأشياءِ المؤقّتَةِ، واحْبِبِ اللهَ وحدَهُ الَّذي خلقَكَ لأجلِ هذه الغايةِ . احتقرْ كلَّ لذَّةٍ دنيويَّةٍ وآثِمَةٍ وتجاهلْها ، إذا أَرَدْتَ أَنْ تُحقِّقَ الهدَفَ المَنشُودَ الَّذي خُلِقْتَ من أجلِهِ، أيِ ملكوتِ السَّماواتِ، حيثُ ستستمتعُ وتفرحُ بإلهِنَا العجيبِ. أمَّا من دونِهِ، فلنْ تَتَمَكَّنِ أَبَدًا من أنْ تختبِرَ الفرحَ الكَامِلَ أوِ السَّلامَ.
«وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ.» (2 كورثوس 4:18).
آخر المواضيع
مجدُ السَّماءِ غيرُ مُتَعَذِّرٍ
الفئة : قصص روحية
لا تَتَأَمَّلوا بأَشياءَ باطلَةٍ
الفئة : قصص روحية
لا تحسُدُوا أهلَ العالَمِ
الفئة : قصص روحية
النشرات الإخبارية
اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني